وفيما يتعلق بتوارث الأجيال، قال الشيخ سلمان: إن الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- قدوة في هذا الجانب، فنجد في القرآن الكريم آيات كثيرةً جدًا فيما يتعلق بمراحل العمر: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً)(الروم: من الآية54)، فالضعف الأول ضعف الطفولة؛ واقتصر على قوله (ضَعْفٍ) لأن هذا الضعف ستتبعه قوة.
أما الضعف الأخير فقال عنه: (ضَعْفًا وَشَيْبَةً)، إشارة إلى أن هذا الضعف ليس بعده قوة أو ظهور مرة أخرى، وكذلك في سورة الحج يقول الله -سبحانه وتعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا)(الحج: من الآية5) إلى آخر الآية الكريمة، وآيات عديدة تتكلم عن هذه المرحليات، في إشارة إلى أنها سُنة الله -سبحانه وتعالى-.
وأضاف فضيلته أن هذا المعنى البسيط هو معنًى شديد الأهمية لصناعة الوعي عند الكبير الذي يدري أن هذه مرحلة وأنها سنَّة الله سبحانه وتعالى. حتى أولئك الشباب الذين تراهم أمامك يتمتعون بالحيوية والقوة والاندفاع.. اصبر عليهم وسوف يصلون إلى هذا الوضع، فالشيخوخة ليست شيئًا سيئًا، فالبديل عنها هو الرحيل والموت.