وذكر الدكتور العودة قصة زكريا عليه السلام، وما فيها من ربط واضح بين الشيخوخة والإيمان، والركون إلى الله -سبحانه وتعالى- والمناداة والمناجاة والثقة فيما عند الله؛ لأن كبير السن يفقد الثقة بالناس لأي سبب من الأسباب، فهو يشعر أنه عالة، وأن تجاربه مع الناس محبطة، يقول تعالى في سورة مريم: (ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2) إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا (3) )، مشيرًا إلى أن كثيرًا من الناس يصلون إلى هذا، لكن "الثقة بالله -سبحانه وتعالى" هي السبيل والمنجى.
وقال فضيلته إن في الآية علامتين لكبر السن هما:
1 ـ وهن العظام: يقول تعالى: (قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي)، ولذلك طبيًّا الآن يقولون: إن نقص الكالسيوم يوجِد وهنًا في العظم، والذي يكون سببًا غالبًا في مرض في العظام عند الكبر.. هذه علامة خفية، فالوهن يُستشعَر.
2 ـ شيب الرأس: يقول تعالى: (وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا)، وهي علامة ظاهرة يراها الناس، وهذه أيضًا مرتبطة بالكبر والشيخوخة والهَرم، فذكر علامة باطنة وذكر علامة ظاهرة.