كلنا يعلم أن دوام الحال من [ المُحال ] ..
وأن كل سعادة ترقبها لحظاتٌ [ بائسة ] ..
ودليلُ هذا ، إن ضحك أحدنا كثيراً قال :اللهم جنبنا شر هذا الضحك !
صحيح ؟!
إذن هذا يبرر ما أعني .. ولعلك توافقني الرأي ..
وقلما نجد الإنسان ذاته بنفس حالته المزاجية وبنفس السعادة وبنفس الرضى ..
فسبحان من خلق الإنسان متقلب الحال ، والأحوال ..!
فتارة هو ذاك السعيد ،
وتارة هو ذاك الذي شعر بأن الأرض غير قادرةً على [ حمله ..
ولا عجب في ذلك ..!
ولكن إن أنتابنا ذلك الشعور .. إلى أي ملجأ سنختبئ .. ؟!
وإلى حضن من سنذهب لنرتمي بــه ؟!
ربما لا حضن يتحمل كل تلك الأعباء التي عجز جسدك عن حملها ..
أليس كذلك .؟!
إذن أجمل حضن في تلك اللحظات هو أن تحتضن الأرض وأنت ساجدٌ لله ..
تناجي ربك .. وتبوح له بأسرارك .. بما يختلج مشاعرك ..
عن ذاك الذي ظلمك
وهذا الذي نال منك بلسانه البذيء وآخر وآخر .. وما أجملها من مناجاة .!!
وما أعظمه من ربٍ نبث الشكاية إليه وهو أعلم بحالنامنا ..
مناجاة !!
لا يسمع همسك إلا من خلقكـ وهو اللطيف الخبير ..!!
وفي دياجير الظلام و الكل نيام .. ولحن السكون غطى أرجاء المكان ..
ولكن هناك عين تراك وتحرسك من بين ملايين الأنام ..
هناك من هو أعلم بحالك منك .. ينادي هل من مُستغفر فأغفر له ..
هل من تائبٍ فأتوب عليه .. هل من سائل فأعطيه !!
الله .. الله .. حينما يناديك ملك الملوك .. وأنت من أنت ..!
ذلك الإنسان الذي لاحول له ولا قوة .!!
ذلك الإنسان الذي تجرأ في ذات يوم وفعل المعصية ..!!
ومع ذلك خالقك ، يناديك في كل يوم ..
وعندما أحسست بحاجتك الملحة إليه .. قمتَ فدعوت الله ..
وتوضأت .. ومع كل قطرة منك تسقط تشعر بأن ذنباً قد آل معها !!
تتجه إلى غرفتك ولا أحد يشعر بك سوى .. ملك الملوك ..
ينتظر عبده بكل شوق ليدعوه .. ليسمع دعاءه يتخلل السبع سموات ..
- وهو بهن عليم ..
لله در تلك اللحظات .. التي تناجي فيها ربك .. لتبوح له بكل شيء ..
كل شيء .. وإن لم تبح أصلاً .. فيكفي أنه يعلم السر وأخفى ..
رحماك يارب
كم نحن محتاجـون إليك ..