صراع الأجيال
وأضاف فضيلته: إن كبار السن لديهم خبرة معرفية ونضج معرفي، حتى إن كثيرًا من الإنتاج المعرفي والنظريات والإبداعات الفكرية والأدبية ظهرت منهم في مرحلة متقدمة، كذلك نُضْجُ التجربة الحياتية ومعايشة الظروف والأحداث.. هذه أشياء تجعل كبير السن، في كثير من الأحيان، أقدر على إدراك الأمور المعرفية النظرية أكثر من الشابّ.
وتابع: لكن الشباب أكثر قدرة على العمل والتنفيذ والانشغال بشؤون الحياة؛ ولذلك ربما يكون أفضل الأوضاع هي تلك المجتمعات التي يكون فيها مواكبة وتقارب ما بين - كما يقال - حكمة الشيوخ واندفاع الشباب، بينما في معظم المجتمعات العالمية اليوم تجد هناك تباعدًا، بل نوعًا من الصراع، بين الشباب والشيوخ، وكأن كبار السن أحيانًا يريدون أن يتشبثوا بمواقعهم ويحرموا الشباب من خوض غمار الحياة؛ لأنهم يرون أن هؤلاء الشباب بلا خبرة، فهؤلاء الشباب سيظلون بلا خبرة إذا لم ينزلوا إلى الميدان.
وكذلك الكثير من الشباب ينظرون إلى كبار السن على أنهم لم يستوعبوا المتغيرات، وليس لديهم قدرة على مواكبة المستجدات، وعندهم جمود؛ ولذلك تجد أنهم أحيانًا يريدون أن يُزيحوهم بطريقة أو بأخرى، مما يؤكد ضرورة العمل على تحقيق التعاون ونبذ الصراع بين الأجيال المتعاقبة.