وأوضح الدكتور العودة أن المسئولية هنا مشتركة، فبعض الأبناء لا يعرف كيف يتعامل مع الكبار، فتجد أنهم يتعاملون معهم بنوع من الصدام والعناد، وبدون لَباقة في الحديث؛ وهذه أمور توتِّر العلاقة مع كبير السن، الذي هو بحاجة إلى أن نقترب منه إذا أردنا أن نتحدث إليه، أوإذا أراد أن يتحدث هو بحيث نسمعه جيدًا، لافتًا إلى أن هناك أصولًا تقديرية مهمة جدًّا عند الكبار؛ كتقبيل الرأس واليد بالنسبة للأب أو من هو في مقامه، وأيضًا الاستماع لكبار السن، والاستفادة من تجاربهم.. فهذه كلها معانٍ تحافظ على العلاقة بين الكبار والشباب.
بينما بعض الشباب يرى أنه يعرف ما لا يعرفه الكبار؛ ولذلك يمشي في طريقه غير عابئ بمشاعر الأب، فيكون نتيجة ذلك صدمة كبيرة، فضلًا عن ذلك فإن الأولاد قد ينشغلون بأنفسهم، وإذا فُرض أنْ تزوج والدهم من امرأة أخرى وجدت جفوة وفاصلًا بين الأب والأبناء؛ ولذلك فإنه من المهم جدًا أن يكون هناك ضبط وإتقان، فبعض التجَّار حوَّلوا تجارتهم إلى عمل مؤسسي وإلى شركة رسمية منضبطة بِنُظُمِهَا واعتباراتها، ولا تتأثر بحياته أو موته أو حضوره أو غيابه، ويشترك فيها الجميع، ويكون فيها العدل والإنصاف مع الأولاد كلهم جميعًا، فضلًا عن التربية وبذل الجهد أيضًا.
وأردف فضيلته أن هذا قد يدعونا إلى أن نرسل رسالة إلى كل تاجر، مضمونها: عليك ألا تُنسيَك الدنيا أمرَ الآخرة، وأنت في صحتك وعافيتك.. اعمل لنفسك مشروعًا خيريًّا أو مكتبًا خيريًّا، وتصدَّق أو اجعل أوقافًا أو أعمالًا تقدمها بين يدي شَيْبَتِكَ وَهَرَمِك، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أَنْ تَصَدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ تَخْشَى الْفَقْرَ وَتَأْمُلُ الْغِنَى».