وأكد الشيخ سلمان أن هناك أحاديث كثيرة جدًا في هذا الإطار، كما أن التراث والتاريخ الإسلامي حافل بهذا المعنى الذي ربما لم يتفطّن له الناس إلا في الفترة الأخيرة، ومثال ذلك قول النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما سئل: مَنْ خَيْرُ النَّاسِ ؟ قَالَ: «مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَحَسُنَ عَمَلُهُ»، وهذا حديث صحيح رواه أحمد وغيره، «لاَ يَزِيدُ الْمُؤْمِنَ عُمْرُهُ إِلاَّ خَيْرًا»، ففيه إشارة إلى أن طول العمر خير.
وكذلك هناك أحاديث أخرى من أمثلها إسنادًا قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا»، فهذا أيضًا تربية للناس على رحمة الصغير، وأن الكبير يرحم الصغير، والصغير يُوقِّر الكبير، وهذا بخلاف ما نجده الآن في ميدان الحياة أو في مواقع الإنترنت أو في مجالات العمل، من وجود قسوة وتجاهل ونوع من الحرب الخفيَّة أو المعلَنة ما بين الصغار والشباب وما بين الكبار، فهذه قضية يجب أن نسترشد فيها بهدي النبي صلى الله عليه وسلم. كما أن هناك حديثًا يقول: «إِنَّ مِنْ إِجْلاَلِ اللَّهِ إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ» وهو في البيهقي، ولا بأس بإسناده «إِنَّ مِنْ إِجْلاَلِ اللَّهِ إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ وَحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ وَالْجَافِي عَنْهُ»، فإكرام الكبير من إجلال الله -سبحانه وتعالى- وإكرامه.