وتعقيبًا على هذه المداخلة، قال الشيخ سلمان: لابد من البحث عن مشاكل المُسنين، ومعالجة هذه الظاهرة التي أصبحت ظاهرة عالمية، مشيرًا إلى أن هناك بعض الحلول التي يمكن أن نخاطب بها المسنين أنفسهم، منها:
1 ـ الاحتفاظ بعلاقات اجتماعية قوية:
ففي دراسة أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية على عيِّنة من المسنين قدرُها تسعمائة مُسن ممن جاوزوا الثمانين من أعمارهم، ثبت فيها علميًّا أن هناك ثلاث قضايا مؤثرة في القدرة على التكيُّف مع هذه المرحلة؛ والقدرة على تنمية العلاقات الاجتماعية والاحتفاظ بعلاقات قوية لمواجهة العزلة والبعد عن الانفراد.
2 ـ مواصلة الإنجاز:
وإلا فإن الإنسان يشعر بأنه انتهى، ولذا فيجب أن يحاول أن يواصل الإنجاز، وأن يقرأ ويكتب ويبحث.. إلى غير ذلك.
3 ـ ممارسة الرياضة والحركة:
وأن يحاول الإنسان الاعتماد على نفسه بعد الله -سبحانه وتعالى-، فيقوم ويقعد ويتحرك ويمارس ألوانًا من الرياضة.
4 ـ تعميق الصلة بالله عز وجل:
لأنه في هذه المرحلة أصبح أكثر نضجًا، كما أن دوافع الغريزة والشهوة قلَّت، والعقل أصبح أكثر تحكُّمًا في الإنسان، فضلًا عن خبرته في الحياة، وقربه من الآخرة الذي يوجب عليه أن يكون أكثر إقبالًا على الله -سبحانه وتعالى- ومحافظةً على الصلوات والأذكار في الصباح والمساء والاستغفار والدعاء والتزام الحكمة وضبط اللسان.. فهذه كلها معانٍ عظيمة جدًّا.
5 ـ التوبة:
التوبة من ما ارتكبه الإنسان من المعاصي، فمن تاب تاب الله عليه. وهنا النبي -عليه الصلاة والسلام- يقول: «إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ»، وهي إشارة إلى أنه مادام الإنسان في حياته وعقله وفهمه وتاب فإن الله يتوب الله عليه، فمن فضل الله ورحمته أن أمهله حتى بلغ مثلًا سبعين سنة حتى تاب فتاب الله عليه وألهمه التوبة؛ ولذلك فإن من أعظم مقامات كبر السن التوبة إلى الله -سبحانه وتعالى-، فإن كان الإنسان أكل الربا أو ظلم أحدًا، فيجب أن يكون شديد الحرص على أن لا يغادر هذه الدنيا وأحد من الناس يطالبه بشيء، فهذا معنًى في غاية الأهمية.